ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍ...من راحة فدع الأوطـان واغتـرب
سافر تجـد عوضـاً عمـن تفارقـه...وانصب فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده...إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست...والسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ... ًلملها الناس من عجم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـه...والعود في أرضه نوع من الخطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـه...وإن تغـرب ذلـك عـز كالذهـب
الدهر يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر...والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيـف...وتستقر بأقصـى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـا...وليس يكسف إلا الشمس والقمر
اليقظة والحذر
تاه الأعيرج واستغلى به الخطر...فقل له خير ما استعملته الحـذر
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنـت...ولم تخف سوء ما يأتي بها القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بهـا...وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الرضا بالقدر
وما كنت راضٍ من زماني بما ترى...ولكنيي راضٍ بمـا حكـم الدهـر
فإن كانت الأيـام خانـت عهودنـا...فإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر
رد الجميل بالسيء
ومن الشقـاوة أن تحـب...ومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسان...وهـو يريـد ضـيـرك
مثلما تدين تدان
تحكموا فاستطالوا فـي تحكمهـم...وعما قليل كأن الأمر لـم يكـن
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبقى...عليهم الدهر بالأحزان والمحـن
فأصبحوا ولسان الحال ينشدهـم...هذا بذال ولا عتب على الزمـن
زن بما وزنت به
زن من وزنك بما وزنك...وما وزنـك بـه فزنـه
من جاء إليك فرح إليـه...ومن جفاك فصد عنـه
من ظـن إليـك دونـه...فاترك هواه إذن وهنـه
وارجع إلى رب العبـاد...فكل مـا يأتيـك منـه